|
رهام يعقوب

إغتيال رهام يعقوب... القضاء على "أمل البصرة الوحيد"

لعبت الناشطات العراقيات دوراً بارزاً في حراك تشرين الاول/اكتوبر 2019 في العراق، منذ انطلاقته، مما جعلهنّ عرضة للإستهداف من المليشيات المسلحة التابعة لأحزاب، سواء بالقتل أو الخطف.

لعبت الناشطات العراقيات دوراً بارزاً في حراك تشرين الاول/اكتوبر 2019 في العراق، منذ انطلاقته، مما جعلهنّ عرضة للإستهداف من المليشيات المسلحة التابعة لأحزاب، سواء بالقتل أو الخطف.

آخر الإستهدافات كان  اغتيال الناشطة رهام يعقوب في 19 آب/أغسطس 2020 على أيدي مسلحين مجهولين، حيث أطلقوا خمسة عشرة رصاصة  بإتجاهها بينما كانت تقود سيارتها قرب تقاطع الشارع التجاري وسط مدينة البصرة (جنوب العراق)، برفقة أختها وصديقتها اللتين أصيبتا بجراحٍ طفيفة بسبب تناثر زجاج نوافذ السيارة.

"أنا ولائي للوطن". تلك هي الكلمات التي نادت بها يعقوب خلال تظاهرات عدة في مدينة البصرة، ووضعت حياتها بمواجهة فوهات النار. فقد شاركت يعقوب بشكل فاعل في الاحتجاجات التي حصلت في البصرة منذ عام 2018.

 وجاء إغتيال يعقوب في أعقاب حملة كراهية واسعة النطاق شنها خصومها على الإنترنت ضدها، بهدف تشويه عملها المشروع والسلمي في مجال حقوق الإنسان. وأبلغت زملاءها عن تلقيها الكثير من التهديدات من مصادر مجهولة، لا سيما في الاسابيع الاخيرة.

تخرجت يعقوب من  كلية التربية وعلوم الرياضة في جامعة البصرة العام 2013. وهي طالبة دكتوراه في نفس الكلية منذ العام 2019. حصلت على شهادة الماجستير في التدريب الرياضي سنة 2016، وهي محاضرة في جامعة البصرة، وخبيرة لياقة بدنية، وباحثة في علم التغذية، ولديها شهادة في الطب الرياضي من أكاديمية العلوم والبحث العلمي في لندن سنة 2016.

بدأت العمل كمدربة لياقة بدنية العام 2016. وكذلك عملت في مجال الإعلام في العام 2015 في "راديو البصرة تايم سكوير" وثم "راديو الرشيد أف أم".

 لديها مبادرات كثيرة ساهمت في تجديد الرياضة النسوية في مدينة البصرة في جنوب العراق. أسست قاعة رياضية خاصة بها بإسم "دكتور فيت" للصحة والرشاقة. وبدأت بتشجيع النساء للخروج إلى المشي الحر في أنحاء مدينة البصرة (التي تعتبر مدينة محافظة) منذ العام 2015. وقامت بتسمية المبادرة بإسم "فخر مدينتي".

في مقابلة إذاعية نشرتها على صفحتها في فايسبوك ضمن برنامج "مبدعات عراقيات"، تحدثت عن حياتها وإنجازاتها وطموحها. وصفتها إحدى المشاركات في مبادراتها بأنها "الراعي الرسمي للسعادة". عندما انتشرت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في البلاد، أغلقت قاعتها الرياضية تلقائياً لمنع انتشاء الفيروس واستمرت بالتدريب الرياضي عبر الإنترنت.

تصفية نشطاء/ناشطات البصرة

أثار حادث اغتيال رهام يعقوب غضب الكثير من العراقيين، وشهدت المدينة انتشاراً أمنياً واسعاً، كما وصل كل من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي مع كبار القادة الأمنيين إلى المدينة للبحث مع المسؤولين فيها عن سبل التصدي لعمليات استهداف النشطاء، لا سيما ان استهداف يعقوب لم يكن الاول من نوعه بحق الناشطين.

فقد إغتال مسلحون الجمعة 14 اب/أغسطس الماضي، الناشط المدني في احتجاجات البصرة تحسين اسامة الشحماني، فيما قام مسلحون آخرون في 17 اب بمحاولة اغتيال الناشط عباس صبحي والناشطة لوديا ريمون فاصيب الاول بعدد من الرصاصات فيما اصيبت الثانية بساقها ما ادى الى نقلهما الى المستشفى للعلاج.

سبب استهداف الناشطين المتكرر أشار اليه مدير مركز الخليج لحقوق الانسان خالد إبراهيم في حديث مع "مهارات ماغازين"، قائلاً إن "قوى الفساد والمليشيات المسلحة لاتريد إصلاحاً في العراق وتريد تفريغ الساحة من الأصوات النزيهة والمستقلة، والتي تتمتع بشعبية كبيرة مثل الدكتور ريهام يعقوب".وأضاف: "يقتلون الناشطين الأبرياء لأنهم الأمل الوحيد الذي بقى من أجل تغيير إيجابي سلمي يعطي كل العراقيين بدون استثناء مستقبلاً زاهراً"، بحسب إبراهيم.

اما عن سهولة تنفيذ هذه العمليات والغياب التام للمحاسبة من السلطات الأمنية العراقية، فأكد إبراهيم ان هناك الإفلات من العقاب منتشر في العراق، وذلك لأن القوات الأمنية مخترقة من المليشيات.وقال: "الذين يقتلون الناشطين لديهم نفوذ وسطوة ويحاولون تكريس مفهوم اللادولة".