|
نقابة الصحافة المصرية الجديدة

نقابة الصحافة المصرية الجديدة: التنوع أساس حل الخلافات

شكل فوز الصحافي المستقل خالد البلشي بمنصب نقيب الصحافيين في مصر خرقا على صعيد الحريات الصحافية

نقيب الصحافيين خالد البلشي: التنوع في النقابة أساس حل الخلافات

شكل فوز الصحافي المستقل خالد البلشي بمنصب نقيب الصحافيين في مصر خرقا على صعيد الحريات الصحافية، في واقع بدا أنه يزداد سوداوية مع اعتقال عدد كبير من الصحافيين والناشطين منذ العام 2014. حاول الصحافيون من خلال انتخاب البلشي رئيس تحرير موقع "درب" المحجوب في مصر إلى تغيير الواقع الصحافي، مع تأكيد العديد من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على قدرة البلشي على إعادة دور نقابة الصحافيين العريق والمفقود منذ سنوات.

رأى البلشي خلال مقابلة مع "مهارات ماغازين" ان الفوز له علاقة مباشرة بوضع الصحافة والنقابة بشكل عام في مصر، حيث أغلقت النقابة بوجه الصحافيين منذ سنوات، والفوز كان تعبيرا عن إرادة المصريين بالتغيير.

ويتضمن فوز البلشي دلالات كثيرة، أولها وصول نقيب لأول مرة من خارج المؤسسات الصحافية الكبيرة، وبالتالي هناك مؤشرات تؤكد أن على المؤسسات الاعلامية التقليدية الكبيرة ان تغيّر من طريقة عملها ونهجها. اضافة الى ان الفوز كان لصحافي يعمل في مؤسسة اعلامية الكترونية ومن مجموعة الصحافيين المستقلين داخل النقابة، وهو يدل على الرغبة في الخروج من التيار السائد وتنويع التجربة النقابية واختيار فكر مختلف.

أما عن التحديات التي تواجه النقابة، أكد البلشي انه ومنذ سنوات هناك تراكم لعدد من الأزمات، على مجلس النقابة الجديد التعامل معها، أبرزها: الوضع العام السائد على مستوى الحريات في مصر، استعادة جمهور النقابة من الصحافيين، منع الصرف التعسفي للصحافيين من المؤسسات الاعلامية والصحافية، حماية الحريات الصحافية التي تعاني من التضييق، وإيجاد فرص عمل لطابور من العاطلين. كذلك، تواجه النقابة تحديا مهما مرتبطا بزيادة التنوع في النقابة من جميع التيارات الفكرية. 

 

ولا بد لهذه التحديات ايجاد حلول سريعة كما أكد البلشي، حيث ستحاول النقابة الجديدة أن تدخل طرفا رئيسيا في التفاوض مع الجمعية الصحافية العمومية التي تشكل مجلس النقابة، لتوسيع مساحة التنوع في عرض الأفكار، اضافة الى تخفيف شروط إصدار الصحف وتأسيسها وإطلاق المنصات الإعلامية، وحفظ حقوق الصحافيين.

في جانب الحريات الصحافية تسعى النقابة إلى التعديل التشريعي لقانون الصحافة والاعلام وقانون تنظيم النقابات، وإصدار قانون دستوري يمنع الحبس في قضايا النشر، ومراجعة بعض القوانين التي تقف عقبة أمام الحريات مثل قانون الجرائم الإلكترونية سيء الصيت.

 

وركز البلشي على ان الصحافة مهنة تنوع، والاختلافات جزء من المشهد العام في النقابة، حيث ستحاول النقابة دعوة الصحافيين للنقاش داخل النقابة، لتكون مظلة جامعة مهما كان هناك اختلاف في الرؤى، لأنها نقابة رأي في الأساس. وسبب الأزمة النقابية في مصر أن تنوع الآراء كان مفقودا داخل اروقة النقابة، وبالتالي كانت النقابة تفقد التوازن في التنوع.

وهنا يكمن دور النقيب بحسب البلشي، حيث يجب أن يخلق التوازن بين هذه الرؤى والأفكار من حيث حل المأزق الاقتصادي وحماية الحريات وتقديم الخدمات لأعضاء النقابة، فضلا عن وضع أجندة واستراتيجية تمثل كل الصحافيين.

مشهد انتصار البلشي اعاد الامل لكثير من الناشطين والحقوقيين المصريين، حيث تشدد المحامية والحقوقية روضة أحمد في حديث لـ "مهارات ماغازين" ان انتصار البلشي لمصلحة الحريات لا سيما انه صحافي مستقل وداعم للحريات وتاريخه مشرف، بالرغم انه في التوقيت الحالي المناخ كله معادي للحريات، ولا توجد صحافة مستقلة، وذلك يمكن أن يقلل مساحته في تحقيق إنجازات ضخمة.

ولكن ما حدث خطوة مهمة جدا في هذا التوقيت بحسب أحمد، بعد ما تدهورت الحريات بشكل كبير منذ عام 2014، وأصبح هناك امل للصحافيين المستقلين في امكانية تغيير الوضع الحالي للافضل، لا سيما أن التغيير جاء من داخل نقابة الصحافيين وهي قلعة الحريات.